Saturday, November 10, 2007

مغامرات فتحية الشقية

فتحية الشقية

في أحد بيوت المحروسة ..اللي في العين محفوظة ... عاشت فتحية ... البنت الشقية .. مع أبوها وأمها ... وأخوها وأختها .
فتحية كانت بنت شاطرة ... لكنها كانت لئيمة وماكرة .... كانت ليها مغامرات لذيذة ... بس بتنتهي بعلقة من عزيزة .... هنعيش مع بعض في مغامرات فتحية ... ونحكم فعلا هي كانت بنت شقية ؟!!
في أول مغامرة معانا اليوم ... نتكلم عن الحدث اللي جاب لها اللوم .
رجعت فتحية من المدرسة بدري ... دخلت البيت ولا حد بيها يدري ... لقت أبوها وأمها نايمين .. والبيت هس ولا فيه ابن يومين .. قامت فتحية قالت أمي طول اليوم بتبقى تعبانة .... ما أريحها النهاردة وأخليها مني فرحانة ... بس تعملي ايه يا بنت يا فتحية ... آه لو عملت طبق ملوخية ... أو كيكة ريحتها بهية ... قعدت فتحية تفكر ... وكل ما تيجي ف بالها فكرة تقعد تكركر ... لحد ما رسيت على انها تعمل صينية كيكة .. من غير هيصة ولا زيطة ... بدأت جابت البيض والزيت ... بعد ما نكشت كل حتة في البيت ... وجابت السكر والعجان .... والبيت بقى موريستان ... وأخيرا خلصت الكيكة وحطتها في الفرن ... وسابتها ييجي قرن ... لحد ما صحي أهلها على ريحة شياط .... وبدأت فتحية في العياط ... لحقوا المطبخ بعد ما بقى أسود من الدخان ... والبوتوجاز كان هينفجر زي البركان .. نادت الأم يا فتحية إيه اللي حصل ؟ .... قالت فتحية وهي عندها أمل .. ان أمها تسامحها ... لما تعرف انها كانت عايزة تساعدها ... قالت كنت عايزة أفرحك ... واعمل لك كيكة تنعشك ... وابقى ست بيت شاطرة .. تفتخري بيه قدام جارتنا أم فاطمة ... قالت الأم بصوت حنون ... عقابك ما اتوصفش في القانون ... انت اللي هتجيبيلي عزيزة ... أقدملك بيها وجبة لذيذة .. من الضرب المبرح ... علشان تحرمي تدخلي المطبخ .. انت كان ممكن تتسببي فس موتنا ... علشان ما فكرتيش تستني قومتنا .. واوعي تقربي من البوتوجاز ... ولا ف يوم عمرك تشغلي الغاز ... انت لسة صغيرة .. وخبرتك في الطبخ قليلة ... وف المغامرة دي نالت فتحية .. ليلة مليانة بالحزن والأسية .. لأنها ما سمعتش كلام الكبار ... وعرضت نفسها لخطر النار .... ودي نهاية حدوتتنا ... واستنوا معانا تكملة حكايتنا .

Tuesday, August 28, 2007

اللص


وقفت متوترة أمسك بعصا في يدي وأتسلل في بطء وهدوء حتى أتمكن من مباغتة هذا اللص الحقير ... دخلت وراءه وهو منهمك في عملية السرقة دون أن يشعر بوجودي .
تسللت على أصابع قدمي حتى أرى آثار جريمته البشعة وعندما رأيتها أحسست أنني لن أستطيع أن أظل محتفظة بأعصابي .... رفعت العصا عاليا .. وهويت بها على رأس اللص .
قفز اللص يصرخ ويتأوه وحاول استخدام أسلحته الفتاكة معي إلا أنني كنت حذرة فقمت بشل حركته والامساك به إلا أنه استطاع الافلات من بين يدي وجرى بأقصى سرعة وهو يصرخ وأنا أجري وراءه بأقصى سرعتي أيضا .. ومن حين لآخر ارفع العصا محاولة ضربه على رأسه مرة أخرى .
تجمهر الجيران حول الباب وحاول كل منهم الامساك بهذا اللص حتى تمكنوا منه ... ثم جاء إلى رجل بادي الغضب وسألني : ماذا فعل ؟
قلت له : قطك اللعين سرق السمك وأكله .
فقال الرجل : حسنا لاتغضبي .. ولن يكرر هذا مرة أخرى . دخلت البيت ظافرة متشفية عندما تذكرت أنني استطعت ضربه على رأسه

تمت

Wednesday, August 22, 2007

وتوقف القلم




ما هذا ؟ .. إن القلم ساكن لا يتحرك ... لقد عصاني ولأول مرة ورفض أن يستمر بالكتابة .. ترى أجف الحبر منه ؟
لم يا قلم توقفت ؟ ... أنت قلمي .. أنت عزتي .. أنت فرحي وسكينتي .. أنت أملي وحياتي .. فلم توقفت ؟
لقد كنت أخرج بك من يأسي واحباطي .. أنت من كنت تكفكف عني دموعي أنت من تخرج الهم من قلبي .. فلم توقفت ؟ يا إلهي ! بم سأكتب وماذا سأكتب بعد الآن .. بل بم سأجفف دموعي .. كيف سأفرج عن قلبي بدونك يا قلمي ؟
أتعاقبني ؟
أتعاقبني يا قلمي ؟ .. هل قسوت عليك في أحد الأيام ؟
إن لم تتحملني أنت فمن يفعل ؟ لقد كنت أنت من أخرج به كل ما في قلبي فأنت جعبة أسراري وحب حياتي ؟ أنت من شكوت له وبكيت عندما تتركني صديقه أو تفارقني رفيقه .. أنت من فرج عني همومي .. أستحلفك بالله ...
أستحلفك بالله يا قلمي أن تطيعني .. أستحلفك بالله وإلا فكيف أعيش وكيف أكون انسانة حية مرة أخرى .. بدونك أنا ميتة مجرد جسد هائم يأكل ويشرب ويتنفس .. جسد أقرب للموت منه للحياة ...
قلمي ... ألم تحن لأنيني وشكواي .. ألم بقتلك ضعفي وقد كنت رمز قوتي ؟
قلمي ؟ .. أين أنت ؟ .. إن الغيوم تتكاثر .. والسحب تتلبد والأفكار تتلاشى .. والحزن يغيم على القلب فيعتمه .. وعلى الأنفاس فيكتمها .. وعلى الحياة فيقتلها ...
أجبني أيها القلم اللعين .. كلا .. عذرا .. عذرا قلمي عذرا .. حسبك كفكف دمعك .. إن لم أفرج ما في فيك .. في أحب شئ إلى نفسي فماذا أفعل ؟ سحقا لي وسحقا لك ولكل الأقلام .
أواه يا قلمي .. لقد كتبت .. آه لقد نفست الآن عن نفسي فشكرا لك .. ولكن ماذا أكتب .. ها هي الأفكار تتداعى والحبر يتساقط والأوراق تتناثر .. ها هو القلب ينشرح والغيوم تتبدد والدموع تتراجع إلى المآقي ..لقد عدت إلى الحياة .

تمت

Monday, July 30, 2007

مذكرات طالبة جامعية خاطرة

يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان " مقولة مأثورة تتوارثها الأجيال أبا عن جد" , وحقيقة لم أستوعب معنى هذه الكلمة إلا في ذلك اليوم ( المشئوم ) وهو أول أيام امتحانات منتصف العام ... دعونا نبدأ الأحداث منذ البداية حتى تحكموا معي
استيقظت صباح أول يوم من أيام الامتحانات الساعة السادسة وأنا في غاية النشاط حتى أنني من شدة نشاطي ظللت ملازمة للفراش حتى الساعة السابعة والنصف , نهضت قائمة بعد شجار عنيف بين عقلي الباطن الذي يحثني على مواصلة النوم وعقلي الظاهر الذي يصر بشدة على مراجعة جزء من المادة التي سأمتحن فيها وبعد هذا الشجار الذي تبادل فيه كلا العقلان السب والضرب والاهانه دخلت لأغتسل وأتوضأ لأصلي وتوالت أنشطة الصباح حتى انتهيت من ارتداء ملابسي ( بدون أن أفتح كتابا ) وخرجت من المنزل
دخلت الكلية محطمة نفسيا وجسديا فالتحطيم الجسدي سببه ما يحدث بين الطلبة والطالبات من احترام وتبجيل فلا يضرب أحدهم الآخر للاستباق على دخول الكلية ولا يسب بعضهم بعضا أبدا أما التحطيم النفسي فما سمعته من صديقاتي عن آرائهن وتوقعاتهن عن الامتحان ودرجة ( حب) الدكتورة لنا والتي ستنعكس بالطبع على ورقة الأسئلة تركت زميلاتي مسرعة حتى لا أستمع إلى المزيد وذهبت إلى لجنتي بسرعة وهي عبارة عن مكان أنيق نظيف وقد راعوا فيه أن تكون الإضاءة والتهوية جيدة فأجلسونا في ( ردهة ) واسعة حول المدرج قلت لنفسي لا يهم المكان المهم المراقبين والأسئلة وما كدت أفرغ من هذه الجملة حتى شاهدت شيئا كاد يجعلني اسقط على الأرض لأبحث عن قلبي الذي لم ولن أجدة فلقد فر من ضلوعي بعدما شاهدت مراقبة اللجنة
لن أضيع الوقت في وصفها ولكن يكفيني أن أقول أنني كنت أفكر جديا بأن أذهب إلى شئون الطلاب لسحب أوراقي من الكلية كلها نظرت لي شزرا وكأنما أنني ( والعياذ بالله ) قد قتلتها من قبل قالت في صوت حاولت أن تجعله حانيا كي تطمئنني إلا أنني سمعت صوتا يخرج من المقابر ويقول لي: ( امضي هنا ) ووضعت إصبعها في مكان ما لأمضي فيه . نفذت أوامرها بصعوبة ليس لأنني لا أجد المكان الذي أخط فيه اسمي ولكنني لم أجد أصابع لتمسك بالقلم إذ أنني وجدت كل إصبع يرتجف في ناحية بعيدا عن الآخر . وأخيرا جاءت ورقة الأسئلة ورأيتها .. تصوروا لقد رأيتها وأمسكت بها أيضا .. يا إلهي .. لقد أمسكت بالورقة ولم أمت حتى الآن .. إنني لا أكاد أصدق نفسي !! المهم .. أخذت أحاول بكل جهدي أن أفسر بأي لغة كتب هذا الامتحان حتى علمت أنه ( والعياذ بالله ) قد كتب بالهيلوغريفية !! مضت ساعة من زمن الإجابة إلى أن استطعت أن أترجم الورقة إلى اللغة العربية حتى أستطيع فهم الأسئلة وإجابتها وبينما أنا في قمة استغراقي سمعت نفس الصوت الحنون للمراقبة وهي تقول لي ( كارنيهك ) . نظرت لها في بلاهة ودهشة استطاعت أن تعبر بكل دقة عن هلعي الشديد .. ووجدت الصوت ينقلب إلى صوت وحش كاسر وهي تقول إيه أنتي ما بتسمعيش فين كارنيهك
أحسست بدهشة عظيمة ليس لصوتها الرقيق بالطبع ولكني أريد فعلا أن أعرف سر تلك الشلالات التي تنهمر من العيون بدون أي مقدمات تصوروا لقد شعرت بها على وجهي ومازالت عيناي مفتوحتان عن آخرهما إلى أن خرجت من فمي بعض الحروف المبعثرة والتي لا أظن أنها فهمت منها حرفا ولكن بعدها حاولت أن أجمعها معا لتخرج كلمات مهتزة حيث قلت لها بصوت خفيض ( هو أنا عملت حاجة ؟ ) فردت على بصوت أكثر رقة جعلني جعلني أعتقد أنني أقف أمام خط الصعيد بدون أن أدري حيث قالت لي ( هاتي كارنيهك حالا) استأذنت منها بانكسار لأحضر الكارنيه من حقيبتي وذهبت إلى مكان الحقيبة وأنا أداري وجهي عن كل من تجمعوا حينما سمعوا هذا الصوت الرقيق ليعرفوا ما حدث . أحضرت الكارنيه وأعطيته لها فرمقتني بنظرة أكثر حنية من صوتها جعلتني أشعر أنها سهام من نار تخترق عيني ولولا النظارة التي ارتديها لحدثت مصائب وكوارث جلست في مكاني وحاولت استطلاع أمر الكارنيه فوجدتها تأخذه من باقي اللجنة مما جعلني ارتاح قليلا وبدأت أكمل الإجابة التي لم أخط فيها حرفا واحدا إلى أن تمالكت أعصابي قليلا وبدأت في حل الأسئلة ومر باقي اليوم ( والحمد لله ) رائعا بدون أي إزعاج سوى أنني دعوت الله إما أن تتغير المراقبة أو تتغير لجنتي
إمضاء طالبة جامعية تمنت ألا تكون كذلك

Sunday, July 8, 2007



لا .. ليس هو

كنت أحياأنا وأختي حياة هانئة سعيدة أنها شقيقي الوحيدة وقد كنا توءما ملتصقا مما يجعلنا نحب بعضنا بشدة وكانت هناك فتاة تعتني بنا اسمها نورا أنها فتاة جميلة رقيقة وكانت كريمة معنا للغاية وتعتني بنظافتنا وأناقتنا ولكن على العكس منها تماما شقيقها الصغير نور إنه وحش كاسر متنكر في صورة طفل صغير والأدهى من هذا أن من يراه يقول أنه طفل وديع . كثيرا ما كنت أجلس في ساعات راحتي لأتخيله يعود ببطء إلى شكلة الحقيقي ألانها وهو الشيطان . لقد علمت عنه الكثير من أخته نورا ومن رؤيتي له ولذلك كنت أرفض بشدة أن يلعب معي أو مع أختي على حد سواء .
إلا أن الحياة لا تسير دوما كما نشتهيها أو كما يقول المثل ( لا تسير الرياح كما تشتهي السفن ) فقد تعرضت أنا وأختي لحادثه أدت بنا إلى إصابات خطيرة ولقد عرضونا على الكثير من الأطباء وكلهم يهزون رأسهم يأسف أنه لا توجد هناك فائدة .
كنت أراقبهم جميعا بدون أن يشعروا فأجد نورا العزيزة تبكي بحرقة بينما والداها يواسيانها أما هذا العفريت الصغير نور فقد كان يلعب ويمرح وكأنه لم يحدث شيء .
حتى ذهبوا معنا إلى طبيب آخر فقال :- الحل الوحيد لإنقاذ حياتهما هو البتر .
كدت أصرخ وأنا أقول :- لا .. أرجوكم بينما ظلت أختي تبكي في صمت إلا أننا في النهاية رضينا بالأمر الواقع وتمت العملية بنجاح .
أخذتنا نورا بحرص شديد وعادت بنا إلى المنزل الذي اشتقت له كثيرا وهنا أخذتنا والدتها بحزم وقالت أنك لن تعتني بهما بعد الآن , نظرت لأمها نظرة حقد وكره شديدين وتمنيت لو انطبق على زمارة رقبتها وهنا نظرت بإشفاق إلى نورا التي كانت تبكي وقالت :- وهل أتخلى عنهما ؟ .
فقالت الأم :- لا, ولكن ..
ثم نادت :- نور .. نور .. أنت يا ولد .
جاء الوحش الصغير وقد سال لعابه الغزير وهو يقول بوداعة ورقه ثم يضرب أخته في الخفاء :- نعم يا ماما . حضرتك عايزه حاجة ؟
فقالت له في حنان :- إيه رأيك في الشورت ده ؟
صرخت أنا وأختي في لوعة وارتياع :- لا .. ليس نور .. اضربونا .. احرقونا .. افعلوا كل ما تريدون بنا ولكن ليس نور .. ليس هو .....

تمت ....

Wednesday, May 23, 2007

ثمرة النضال

ثمرة النضال


ارتفع علم مصر في عنان السماء يتمايل ويرقص مع عذوبة أنغام السلام الوطني المصري ووقف كل المصريين الحاضرين في هذا الموقف والآخرين الملتفين حول شاشة التلفزيون وكأنما اتفقت عقولهم وقلوبهم جميعا وهم يرون ابنه النيل – هرم مصر الرابع الفتاه التي حققت آمال المصرين بل وفاقت توقعاتهم حيث استطاعت تلك الفتاة ذات الثماني عشر ربيعا أن تفوز بالميدالية الذهبية للجمباز وتكون بطلة العالم بلا منافس .
خرجت زمردة كامل من أرض المطار وهي في قمة سعادتها وفرحها تنظر إلى الجمهور الملتف حولها والذي يردد هتافات باسمها بلا كلل ولا تعب .
أقامت العائلة احتفالا بفوز زمردة في منزل الأسرة حضرة الأهل والأصدقاء وبعد أن نالت زمردة كفايتها من الضحك والمرح واللهو دخلت إلى البلكونة لتبحث عن بعض السمات القليلة التي ترطب وجهها .
مرت اللحظات سارعا لم يعلم أحد ماذا حدث إلا أن السيدة عائشة والدة زمردة أحست فجأة بانقباض في قلبها وعندها سمعت صرخات حادة تصدر من الشارع هرول الجميع إلى البلكونة ليجدوا أن السور قد سقط وأخذ معه زمردة !!!
لم تتحمل الأم الصدمة وسقطت فمشى عليها في حين هرول العديدون إلى الأسفل وحاول البعض الاتصال بسيارة الإسعاف في ذات الوقت الذي وقف فيه الباقين مشدوهين لا يكادوا يصدقون ما حدث .
تم نقل زمردة سريعا إلى أقرب مستشفى وأجريت لها الإشاعات والتحاليل والعمليات الجراحية حتى استطاعوا إنقاذ حياتها .
جاءت الدكتورة هدى إلى السيدة عائشة وطلبت محادثتها بإنفراد وهنا قالت لها :- أريدك سيدتي أن تعلمي أن زمردة قد شفيت بمعجزة من الله تعالى ولكن صمتت لحظات وعيني السيدة عائشة الملتاعين تستحثها على الاستمرار وهنا فجرت الدكتورة هدى قنبلتها قائلة :- هناك احتمال 90 % ألا تسير زمردة مرة أخرى أو على الأقل يجب أن تكون متكأه على عصا .
وقفت السيدة عائشة من مقعدها واتجهت في بطء نحو غرفة ابنتها الجميلة وظلت تنظر لها بشفقة وحزن وهي لا تستطيع أن تتوقف من البكاء مرت نحو خمس ساعات طوال أفاقت بعدها زمردة لتجد أهلها يحيطون بها من كل جانب . وبعد فترة لا بأس بها خرج الجميع ماعدا أمها و الدكتورة هدى أجرت الدكتورة هدى فحص مبدئي على زمردة لترى إن كان هناك أي آثار جانبية فجاءت النتيجة سلبية في كل الأعضاء ماعدا قدميها .
لم تبديا أي إستجابه وكلما حاولت زمردة النهوض سقطت مرة أخرى .
لم تستطيع زمردة أن تتفوه بحرف واحد في البداية ففقط ظلت مشدوهة مذهولة تنظر إلى قدميها بحسرة وأخذت تتذكر نفسها أثناء التمرين وأثناء البطولة ثم أثناء حصولها على الميدالية .
انحدرت من عينيها دمعة ساخنة لم تستطيع كبتها ثم انفجر من عينيها بركان من الحمم الملتهبة التي سالت على وجنتيها كالجمرات المشتعلة ظلت ساعات طوال لا تتحدث .. لا تأكل .. لا تتوقف عن البكاء .. لا تحيد بعينيها عن قدميها .
بعد فترة ليست بالقصيرة دخلت عليها د / هدى وجلست على حافة الفراش برهة وهي تنظر إلى زمردة ثم قالت لها :- إلى متى ستظلين على هذا الحال لم تنتظر إجابة على السؤال بل أكملت :- إن في إمكانك تصحيح الوضع قليلا حيث تستطيعين بعد مجهود قليل أن تسير على قدميك مرة أخرى أعلم أنه ليس كما كانت ولكن هذا قضاء الله .
قامت د / هدى واقتربت من زمردة ثم وضعت يدها على كفيها وقالت :- بنيتي العزيزة إنك لست أول من يصاب في قدميه ولن تكوني أخراهم فلا تستسلمي لليأس كي لا يقتلك وحاولي أن تسمري في حياتك بطريقة طبيعية .
نظرت لها زمردة بسخرية مريرة وهي تقول :- أي حياة هذه أبعد كان كل من يراني ينظر لي باحترام وإجلال الكل يتمنى أن يتحدث معي .. الكل يتمنى مجرد أن يراني .. الآن لن أتلقي سوي أن هذه المسكينة القعيدة كانت في يوم من الأيام زمردة كامل .
أحضرت د / هدى عبلة عصير وقالت زمردة وهي تقدمها لها :- وهل تعتقدين أنك معاقة كسيحة ؟ .
نظرت لها زمردة باستنكار ثم نقلت عينيها إلى قدميها ولسان حالها يقول ألا ترى تلك الطبيبة أنني لا أستطيع الحركة .. فماذا عساها تقصد ؟ .
وكأنما قرأت د / هدى ما يدور في ذهن زمردة فقالت لها :- أولا لديك برنامج العلاج الطبيعي لتتعودي على المشي جائز أنك ستكونين متكئة على عصا ولكنك على الأقل ستكونين واقفة على قدميك .
صمتت لبرهة قصيرة تسترد أنفاسها ثم أكملت قائلة :- الإعاقة الحقيقة ليس مجرد أنك لا تستطيعين أن تتحركي أنما هي أن يتوقف هذا وذاك عن العمل . ثم أشارت بإصبعها إلى قلب وعقل زمردة .
تنهدت د / هدى ببطء ثم قالت :- قلبك الصافي تستطيعين امتلاك حب الناس وليس عطفهم وبعقلك الواعي تستطيعين ان تقتنصي احترامهم وتقديرهم وليس مجرد ثقتهم , أرجو أن تفكري في كلامي جيدا وستجدي فيه الراحة .
خرجت د / هدى من الغرفة تاركة زمردة وحدها مبلبلة الفكر .. شاردة النظرات .. يخفق قلبها في قوة . أنها الآن لا حول لها ولا قوة فهل تستسلم أم تقاتل .. تجلس أم تقف .. تخسر أم تكسب .
ظلت تفكر طوال الليل والنهار حتى قررت ألا تخسر .
مرت على زمردة أيام عصيبة كادت أن تستسلم فيها لأنها لم تستطع أن تقف بعد , حاولوا معها بكل الوسائل .. جربوا كل الطرق إلا أن قدميها لا تستجيبان .
جلست زمردة في حجرتها بالمستشفى حزينة حتى دق باب الغرفة فدعت الطارق إلى الدخول .
دخلت د / هدى وعلى وجهها ابتسامة بشوشة واقتربت من زمردة ببطء وهي تقول لها :- لا داعي للحزن فستنجحين بإذن الله . ولكن أود أن أسألك سؤالا واحدا ترى عندما كنت تتدربين للبطولة وإعترضتك مشكلة بسيطة هل استسلمت لها وتركت البطولة كلها أم اجتهدت وثابرت حتى تغلبت عليها ؟ .
استعادت زمردة ابتسامتها الضائعة منذ شهور ثم أجابتها قائلة :- لا تخشي شيئا يا دكتورة فلقد قررت إن شاء الله تعالى أن أسير على قدمي ولن أتراجع أبدا .
ربتت د / هدى على رأسها في حنان ثم ذهبت لتباشر عملها .
في اليوم التالي ظلت زمردة تحاول وتحاول والحماس كل الحماس يطل من عينيها ووجهها حتى استطاعت بعد أيام قليلة وجهد كثير أن تقف على قدميها . جلست زميلات زمردة في الكلية حزينات على صديقتهن الوفية وفي أثناء شرح الدكتور للمحاضرة دق الباب بهدوء وعندما دعى الطارق للدخول فوجئ الجميع بزمردة تحمل كتبها متكأه على عصاتها وهي تدخل الباب بثقة وحزم هلل الجميع فرحا وحياها الأستاذ بوقار فجلست في مكانها وبدأت الكفاح .

تمت ....






Sunday, May 20, 2007

أيها الطائر السعيد

أيها الطائر السعيد المغرد المحلق في السماء البعيدة تشدو بصوتك الرنان في سعادة متناهية .. هلا أعرتني جناحيك ؟؟كلا .. كلا طائري السعيد .. لا تنظر إلي هكذا وكأنني مجنونة كلا .. أنا بالفعل في أشد الحاجة إليهما فأرجوك أعرنيهما .. أرجوك .. أعرهما لفتاة يائسة بائسة أغلقت في وجهها كل الأبواب ولا سبيل لها إلا بالتحليق بعيدا بعيدا ...بعيدا عن أرض الواقع .. عن أرض الشرور والآثام والآلام .. عن الواقع المرير واليأس الأمر .أريد .. أريد أن أحلق بعيدا في السماء المترامية .. أبتعد وأبتعد عن الأرض وأقترب من العالم الصافي في السماء .. أترك عالم الانسان وأذهب إلى عالم الطيور .آه .. آه ثم آه .. ياليتني مثلك يا طائري السعيد ياليتني مثلك .ماذا ؟ .... تتذكرني ..كيف ؟ماذا تقول ؟ ءأنت فعلا عصفوري الذي كان يقطن على الشجرة أمامنا وكنت دوما ألقي عليه تحية الصباح ؟ولكن ماذا تقول أيضا ؟أتقول أنني حينما كنت أصغر سنا كنت أشد مرحا وفرحا وحبورا .نعم ... نعم يا عزيزي فأنا الآن يائسة لا حيلة لي إلا البكاء .. أبكي على حالنا .. على حال العرب والمسلمين .. أبكي على أخواتي في العراق وفلسطين .. أبكي على تجرأ كافر دنئ على رسول الله صلى الله عليه وسلم .آه .. ثم آه ثم آه .. ليتني أمتلك جناحيك يا طائري .. ألم تقص عليك جدتك ماذا فعل أجدادك من الطيور .. ألم تقل لك أنهم هزموا أبرهة وجنوده عندما حاولوا تحطيم الكعبة .لذا أريد جناحيك يا طائري ولو للحظات .. أريد أن أحمل كل الحجارة لألقي بها على رأس كل كافر لأشقها نصفين .أريد ... أريد أن أرى السعادة تعود إلى محيا إخواني في فلسطين والعراق وهم فرحين بعودة أراضيهم إليهم .أريد ... أريد أن أقتلع عين كل دنماركي كافر لعين استهزأ بخير البشر أجمعين .. بخاتم الرسا والأنبياء .ماهذا ؟ أتبكي يا عصفوري المسكين ؟ لم تبكي لحالي ؟!!فماذا أفعل إذا وأنا لا حول لي ولا قوة .. لا أستطيع الحراك .. لا أستطيع فعل شئ سوى الدعاء ...إلهي إله الكون كله أنزل عليهم عقابا أشد من عقابك لقوم هود وقوم لوط وقوم صالح .إلهي أرني فيهم عجائب قدرتك .وأنت يا عصفوري ... طالما أنك لا تريد إعطائي جناحيك .. إذهب إلى أخواني في فلسطين والعراق واقرأ عليهم السلام مني وقل لهم أن هناك فتاة بائسة تدعو لهم بالنجاة وأخبرهم أنه لا سبيل للنجاة سوى بطاعة الله تعالى ... ثم عدلي .. عد لي يا طائري لتخبرني بحالهم جميعا .. فأذهب الآن .. أذهب في رعاية الله .
تمت