Sunday, July 8, 2007



لا .. ليس هو

كنت أحياأنا وأختي حياة هانئة سعيدة أنها شقيقي الوحيدة وقد كنا توءما ملتصقا مما يجعلنا نحب بعضنا بشدة وكانت هناك فتاة تعتني بنا اسمها نورا أنها فتاة جميلة رقيقة وكانت كريمة معنا للغاية وتعتني بنظافتنا وأناقتنا ولكن على العكس منها تماما شقيقها الصغير نور إنه وحش كاسر متنكر في صورة طفل صغير والأدهى من هذا أن من يراه يقول أنه طفل وديع . كثيرا ما كنت أجلس في ساعات راحتي لأتخيله يعود ببطء إلى شكلة الحقيقي ألانها وهو الشيطان . لقد علمت عنه الكثير من أخته نورا ومن رؤيتي له ولذلك كنت أرفض بشدة أن يلعب معي أو مع أختي على حد سواء .
إلا أن الحياة لا تسير دوما كما نشتهيها أو كما يقول المثل ( لا تسير الرياح كما تشتهي السفن ) فقد تعرضت أنا وأختي لحادثه أدت بنا إلى إصابات خطيرة ولقد عرضونا على الكثير من الأطباء وكلهم يهزون رأسهم يأسف أنه لا توجد هناك فائدة .
كنت أراقبهم جميعا بدون أن يشعروا فأجد نورا العزيزة تبكي بحرقة بينما والداها يواسيانها أما هذا العفريت الصغير نور فقد كان يلعب ويمرح وكأنه لم يحدث شيء .
حتى ذهبوا معنا إلى طبيب آخر فقال :- الحل الوحيد لإنقاذ حياتهما هو البتر .
كدت أصرخ وأنا أقول :- لا .. أرجوكم بينما ظلت أختي تبكي في صمت إلا أننا في النهاية رضينا بالأمر الواقع وتمت العملية بنجاح .
أخذتنا نورا بحرص شديد وعادت بنا إلى المنزل الذي اشتقت له كثيرا وهنا أخذتنا والدتها بحزم وقالت أنك لن تعتني بهما بعد الآن , نظرت لأمها نظرة حقد وكره شديدين وتمنيت لو انطبق على زمارة رقبتها وهنا نظرت بإشفاق إلى نورا التي كانت تبكي وقالت :- وهل أتخلى عنهما ؟ .
فقالت الأم :- لا, ولكن ..
ثم نادت :- نور .. نور .. أنت يا ولد .
جاء الوحش الصغير وقد سال لعابه الغزير وهو يقول بوداعة ورقه ثم يضرب أخته في الخفاء :- نعم يا ماما . حضرتك عايزه حاجة ؟
فقالت له في حنان :- إيه رأيك في الشورت ده ؟
صرخت أنا وأختي في لوعة وارتياع :- لا .. ليس نور .. اضربونا .. احرقونا .. افعلوا كل ما تريدون بنا ولكن ليس نور .. ليس هو .....

تمت ....

No comments: