Monday, July 30, 2007

مذكرات طالبة جامعية خاطرة

يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان " مقولة مأثورة تتوارثها الأجيال أبا عن جد" , وحقيقة لم أستوعب معنى هذه الكلمة إلا في ذلك اليوم ( المشئوم ) وهو أول أيام امتحانات منتصف العام ... دعونا نبدأ الأحداث منذ البداية حتى تحكموا معي
استيقظت صباح أول يوم من أيام الامتحانات الساعة السادسة وأنا في غاية النشاط حتى أنني من شدة نشاطي ظللت ملازمة للفراش حتى الساعة السابعة والنصف , نهضت قائمة بعد شجار عنيف بين عقلي الباطن الذي يحثني على مواصلة النوم وعقلي الظاهر الذي يصر بشدة على مراجعة جزء من المادة التي سأمتحن فيها وبعد هذا الشجار الذي تبادل فيه كلا العقلان السب والضرب والاهانه دخلت لأغتسل وأتوضأ لأصلي وتوالت أنشطة الصباح حتى انتهيت من ارتداء ملابسي ( بدون أن أفتح كتابا ) وخرجت من المنزل
دخلت الكلية محطمة نفسيا وجسديا فالتحطيم الجسدي سببه ما يحدث بين الطلبة والطالبات من احترام وتبجيل فلا يضرب أحدهم الآخر للاستباق على دخول الكلية ولا يسب بعضهم بعضا أبدا أما التحطيم النفسي فما سمعته من صديقاتي عن آرائهن وتوقعاتهن عن الامتحان ودرجة ( حب) الدكتورة لنا والتي ستنعكس بالطبع على ورقة الأسئلة تركت زميلاتي مسرعة حتى لا أستمع إلى المزيد وذهبت إلى لجنتي بسرعة وهي عبارة عن مكان أنيق نظيف وقد راعوا فيه أن تكون الإضاءة والتهوية جيدة فأجلسونا في ( ردهة ) واسعة حول المدرج قلت لنفسي لا يهم المكان المهم المراقبين والأسئلة وما كدت أفرغ من هذه الجملة حتى شاهدت شيئا كاد يجعلني اسقط على الأرض لأبحث عن قلبي الذي لم ولن أجدة فلقد فر من ضلوعي بعدما شاهدت مراقبة اللجنة
لن أضيع الوقت في وصفها ولكن يكفيني أن أقول أنني كنت أفكر جديا بأن أذهب إلى شئون الطلاب لسحب أوراقي من الكلية كلها نظرت لي شزرا وكأنما أنني ( والعياذ بالله ) قد قتلتها من قبل قالت في صوت حاولت أن تجعله حانيا كي تطمئنني إلا أنني سمعت صوتا يخرج من المقابر ويقول لي: ( امضي هنا ) ووضعت إصبعها في مكان ما لأمضي فيه . نفذت أوامرها بصعوبة ليس لأنني لا أجد المكان الذي أخط فيه اسمي ولكنني لم أجد أصابع لتمسك بالقلم إذ أنني وجدت كل إصبع يرتجف في ناحية بعيدا عن الآخر . وأخيرا جاءت ورقة الأسئلة ورأيتها .. تصوروا لقد رأيتها وأمسكت بها أيضا .. يا إلهي .. لقد أمسكت بالورقة ولم أمت حتى الآن .. إنني لا أكاد أصدق نفسي !! المهم .. أخذت أحاول بكل جهدي أن أفسر بأي لغة كتب هذا الامتحان حتى علمت أنه ( والعياذ بالله ) قد كتب بالهيلوغريفية !! مضت ساعة من زمن الإجابة إلى أن استطعت أن أترجم الورقة إلى اللغة العربية حتى أستطيع فهم الأسئلة وإجابتها وبينما أنا في قمة استغراقي سمعت نفس الصوت الحنون للمراقبة وهي تقول لي ( كارنيهك ) . نظرت لها في بلاهة ودهشة استطاعت أن تعبر بكل دقة عن هلعي الشديد .. ووجدت الصوت ينقلب إلى صوت وحش كاسر وهي تقول إيه أنتي ما بتسمعيش فين كارنيهك
أحسست بدهشة عظيمة ليس لصوتها الرقيق بالطبع ولكني أريد فعلا أن أعرف سر تلك الشلالات التي تنهمر من العيون بدون أي مقدمات تصوروا لقد شعرت بها على وجهي ومازالت عيناي مفتوحتان عن آخرهما إلى أن خرجت من فمي بعض الحروف المبعثرة والتي لا أظن أنها فهمت منها حرفا ولكن بعدها حاولت أن أجمعها معا لتخرج كلمات مهتزة حيث قلت لها بصوت خفيض ( هو أنا عملت حاجة ؟ ) فردت على بصوت أكثر رقة جعلني جعلني أعتقد أنني أقف أمام خط الصعيد بدون أن أدري حيث قالت لي ( هاتي كارنيهك حالا) استأذنت منها بانكسار لأحضر الكارنيه من حقيبتي وذهبت إلى مكان الحقيبة وأنا أداري وجهي عن كل من تجمعوا حينما سمعوا هذا الصوت الرقيق ليعرفوا ما حدث . أحضرت الكارنيه وأعطيته لها فرمقتني بنظرة أكثر حنية من صوتها جعلتني أشعر أنها سهام من نار تخترق عيني ولولا النظارة التي ارتديها لحدثت مصائب وكوارث جلست في مكاني وحاولت استطلاع أمر الكارنيه فوجدتها تأخذه من باقي اللجنة مما جعلني ارتاح قليلا وبدأت أكمل الإجابة التي لم أخط فيها حرفا واحدا إلى أن تمالكت أعصابي قليلا وبدأت في حل الأسئلة ومر باقي اليوم ( والحمد لله ) رائعا بدون أي إزعاج سوى أنني دعوت الله إما أن تتغير المراقبة أو تتغير لجنتي
إمضاء طالبة جامعية تمنت ألا تكون كذلك

2 comments:

هبههههووب said...

اذيك يا ميويتى
وحشانى اوى وواحشنى كلامك..وارائك
اسلوبك حلو اوى ...ربنا يكرمك يارب
الى الامام يا رومل

ميوووي said...

شكرا هبة على مرورك الجميل
وعلى اعطائي دفعات للأمام كدة