Wednesday, May 23, 2007

ثمرة النضال

ثمرة النضال


ارتفع علم مصر في عنان السماء يتمايل ويرقص مع عذوبة أنغام السلام الوطني المصري ووقف كل المصريين الحاضرين في هذا الموقف والآخرين الملتفين حول شاشة التلفزيون وكأنما اتفقت عقولهم وقلوبهم جميعا وهم يرون ابنه النيل – هرم مصر الرابع الفتاه التي حققت آمال المصرين بل وفاقت توقعاتهم حيث استطاعت تلك الفتاة ذات الثماني عشر ربيعا أن تفوز بالميدالية الذهبية للجمباز وتكون بطلة العالم بلا منافس .
خرجت زمردة كامل من أرض المطار وهي في قمة سعادتها وفرحها تنظر إلى الجمهور الملتف حولها والذي يردد هتافات باسمها بلا كلل ولا تعب .
أقامت العائلة احتفالا بفوز زمردة في منزل الأسرة حضرة الأهل والأصدقاء وبعد أن نالت زمردة كفايتها من الضحك والمرح واللهو دخلت إلى البلكونة لتبحث عن بعض السمات القليلة التي ترطب وجهها .
مرت اللحظات سارعا لم يعلم أحد ماذا حدث إلا أن السيدة عائشة والدة زمردة أحست فجأة بانقباض في قلبها وعندها سمعت صرخات حادة تصدر من الشارع هرول الجميع إلى البلكونة ليجدوا أن السور قد سقط وأخذ معه زمردة !!!
لم تتحمل الأم الصدمة وسقطت فمشى عليها في حين هرول العديدون إلى الأسفل وحاول البعض الاتصال بسيارة الإسعاف في ذات الوقت الذي وقف فيه الباقين مشدوهين لا يكادوا يصدقون ما حدث .
تم نقل زمردة سريعا إلى أقرب مستشفى وأجريت لها الإشاعات والتحاليل والعمليات الجراحية حتى استطاعوا إنقاذ حياتها .
جاءت الدكتورة هدى إلى السيدة عائشة وطلبت محادثتها بإنفراد وهنا قالت لها :- أريدك سيدتي أن تعلمي أن زمردة قد شفيت بمعجزة من الله تعالى ولكن صمتت لحظات وعيني السيدة عائشة الملتاعين تستحثها على الاستمرار وهنا فجرت الدكتورة هدى قنبلتها قائلة :- هناك احتمال 90 % ألا تسير زمردة مرة أخرى أو على الأقل يجب أن تكون متكأه على عصا .
وقفت السيدة عائشة من مقعدها واتجهت في بطء نحو غرفة ابنتها الجميلة وظلت تنظر لها بشفقة وحزن وهي لا تستطيع أن تتوقف من البكاء مرت نحو خمس ساعات طوال أفاقت بعدها زمردة لتجد أهلها يحيطون بها من كل جانب . وبعد فترة لا بأس بها خرج الجميع ماعدا أمها و الدكتورة هدى أجرت الدكتورة هدى فحص مبدئي على زمردة لترى إن كان هناك أي آثار جانبية فجاءت النتيجة سلبية في كل الأعضاء ماعدا قدميها .
لم تبديا أي إستجابه وكلما حاولت زمردة النهوض سقطت مرة أخرى .
لم تستطيع زمردة أن تتفوه بحرف واحد في البداية ففقط ظلت مشدوهة مذهولة تنظر إلى قدميها بحسرة وأخذت تتذكر نفسها أثناء التمرين وأثناء البطولة ثم أثناء حصولها على الميدالية .
انحدرت من عينيها دمعة ساخنة لم تستطيع كبتها ثم انفجر من عينيها بركان من الحمم الملتهبة التي سالت على وجنتيها كالجمرات المشتعلة ظلت ساعات طوال لا تتحدث .. لا تأكل .. لا تتوقف عن البكاء .. لا تحيد بعينيها عن قدميها .
بعد فترة ليست بالقصيرة دخلت عليها د / هدى وجلست على حافة الفراش برهة وهي تنظر إلى زمردة ثم قالت لها :- إلى متى ستظلين على هذا الحال لم تنتظر إجابة على السؤال بل أكملت :- إن في إمكانك تصحيح الوضع قليلا حيث تستطيعين بعد مجهود قليل أن تسير على قدميك مرة أخرى أعلم أنه ليس كما كانت ولكن هذا قضاء الله .
قامت د / هدى واقتربت من زمردة ثم وضعت يدها على كفيها وقالت :- بنيتي العزيزة إنك لست أول من يصاب في قدميه ولن تكوني أخراهم فلا تستسلمي لليأس كي لا يقتلك وحاولي أن تسمري في حياتك بطريقة طبيعية .
نظرت لها زمردة بسخرية مريرة وهي تقول :- أي حياة هذه أبعد كان كل من يراني ينظر لي باحترام وإجلال الكل يتمنى أن يتحدث معي .. الكل يتمنى مجرد أن يراني .. الآن لن أتلقي سوي أن هذه المسكينة القعيدة كانت في يوم من الأيام زمردة كامل .
أحضرت د / هدى عبلة عصير وقالت زمردة وهي تقدمها لها :- وهل تعتقدين أنك معاقة كسيحة ؟ .
نظرت لها زمردة باستنكار ثم نقلت عينيها إلى قدميها ولسان حالها يقول ألا ترى تلك الطبيبة أنني لا أستطيع الحركة .. فماذا عساها تقصد ؟ .
وكأنما قرأت د / هدى ما يدور في ذهن زمردة فقالت لها :- أولا لديك برنامج العلاج الطبيعي لتتعودي على المشي جائز أنك ستكونين متكئة على عصا ولكنك على الأقل ستكونين واقفة على قدميك .
صمتت لبرهة قصيرة تسترد أنفاسها ثم أكملت قائلة :- الإعاقة الحقيقة ليس مجرد أنك لا تستطيعين أن تتحركي أنما هي أن يتوقف هذا وذاك عن العمل . ثم أشارت بإصبعها إلى قلب وعقل زمردة .
تنهدت د / هدى ببطء ثم قالت :- قلبك الصافي تستطيعين امتلاك حب الناس وليس عطفهم وبعقلك الواعي تستطيعين ان تقتنصي احترامهم وتقديرهم وليس مجرد ثقتهم , أرجو أن تفكري في كلامي جيدا وستجدي فيه الراحة .
خرجت د / هدى من الغرفة تاركة زمردة وحدها مبلبلة الفكر .. شاردة النظرات .. يخفق قلبها في قوة . أنها الآن لا حول لها ولا قوة فهل تستسلم أم تقاتل .. تجلس أم تقف .. تخسر أم تكسب .
ظلت تفكر طوال الليل والنهار حتى قررت ألا تخسر .
مرت على زمردة أيام عصيبة كادت أن تستسلم فيها لأنها لم تستطع أن تقف بعد , حاولوا معها بكل الوسائل .. جربوا كل الطرق إلا أن قدميها لا تستجيبان .
جلست زمردة في حجرتها بالمستشفى حزينة حتى دق باب الغرفة فدعت الطارق إلى الدخول .
دخلت د / هدى وعلى وجهها ابتسامة بشوشة واقتربت من زمردة ببطء وهي تقول لها :- لا داعي للحزن فستنجحين بإذن الله . ولكن أود أن أسألك سؤالا واحدا ترى عندما كنت تتدربين للبطولة وإعترضتك مشكلة بسيطة هل استسلمت لها وتركت البطولة كلها أم اجتهدت وثابرت حتى تغلبت عليها ؟ .
استعادت زمردة ابتسامتها الضائعة منذ شهور ثم أجابتها قائلة :- لا تخشي شيئا يا دكتورة فلقد قررت إن شاء الله تعالى أن أسير على قدمي ولن أتراجع أبدا .
ربتت د / هدى على رأسها في حنان ثم ذهبت لتباشر عملها .
في اليوم التالي ظلت زمردة تحاول وتحاول والحماس كل الحماس يطل من عينيها ووجهها حتى استطاعت بعد أيام قليلة وجهد كثير أن تقف على قدميها . جلست زميلات زمردة في الكلية حزينات على صديقتهن الوفية وفي أثناء شرح الدكتور للمحاضرة دق الباب بهدوء وعندما دعى الطارق للدخول فوجئ الجميع بزمردة تحمل كتبها متكأه على عصاتها وهي تدخل الباب بثقة وحزم هلل الجميع فرحا وحياها الأستاذ بوقار فجلست في مكانها وبدأت الكفاح .

تمت ....






Sunday, May 20, 2007

أيها الطائر السعيد

أيها الطائر السعيد المغرد المحلق في السماء البعيدة تشدو بصوتك الرنان في سعادة متناهية .. هلا أعرتني جناحيك ؟؟كلا .. كلا طائري السعيد .. لا تنظر إلي هكذا وكأنني مجنونة كلا .. أنا بالفعل في أشد الحاجة إليهما فأرجوك أعرنيهما .. أرجوك .. أعرهما لفتاة يائسة بائسة أغلقت في وجهها كل الأبواب ولا سبيل لها إلا بالتحليق بعيدا بعيدا ...بعيدا عن أرض الواقع .. عن أرض الشرور والآثام والآلام .. عن الواقع المرير واليأس الأمر .أريد .. أريد أن أحلق بعيدا في السماء المترامية .. أبتعد وأبتعد عن الأرض وأقترب من العالم الصافي في السماء .. أترك عالم الانسان وأذهب إلى عالم الطيور .آه .. آه ثم آه .. ياليتني مثلك يا طائري السعيد ياليتني مثلك .ماذا ؟ .... تتذكرني ..كيف ؟ماذا تقول ؟ ءأنت فعلا عصفوري الذي كان يقطن على الشجرة أمامنا وكنت دوما ألقي عليه تحية الصباح ؟ولكن ماذا تقول أيضا ؟أتقول أنني حينما كنت أصغر سنا كنت أشد مرحا وفرحا وحبورا .نعم ... نعم يا عزيزي فأنا الآن يائسة لا حيلة لي إلا البكاء .. أبكي على حالنا .. على حال العرب والمسلمين .. أبكي على أخواتي في العراق وفلسطين .. أبكي على تجرأ كافر دنئ على رسول الله صلى الله عليه وسلم .آه .. ثم آه ثم آه .. ليتني أمتلك جناحيك يا طائري .. ألم تقص عليك جدتك ماذا فعل أجدادك من الطيور .. ألم تقل لك أنهم هزموا أبرهة وجنوده عندما حاولوا تحطيم الكعبة .لذا أريد جناحيك يا طائري ولو للحظات .. أريد أن أحمل كل الحجارة لألقي بها على رأس كل كافر لأشقها نصفين .أريد ... أريد أن أرى السعادة تعود إلى محيا إخواني في فلسطين والعراق وهم فرحين بعودة أراضيهم إليهم .أريد ... أريد أن أقتلع عين كل دنماركي كافر لعين استهزأ بخير البشر أجمعين .. بخاتم الرسا والأنبياء .ماهذا ؟ أتبكي يا عصفوري المسكين ؟ لم تبكي لحالي ؟!!فماذا أفعل إذا وأنا لا حول لي ولا قوة .. لا أستطيع الحراك .. لا أستطيع فعل شئ سوى الدعاء ...إلهي إله الكون كله أنزل عليهم عقابا أشد من عقابك لقوم هود وقوم لوط وقوم صالح .إلهي أرني فيهم عجائب قدرتك .وأنت يا عصفوري ... طالما أنك لا تريد إعطائي جناحيك .. إذهب إلى أخواني في فلسطين والعراق واقرأ عليهم السلام مني وقل لهم أن هناك فتاة بائسة تدعو لهم بالنجاة وأخبرهم أنه لا سبيل للنجاة سوى بطاعة الله تعالى ... ثم عدلي .. عد لي يا طائري لتخبرني بحالهم جميعا .. فأذهب الآن .. أذهب في رعاية الله .
تمت

Saturday, May 19, 2007

شاطئ الذكريات



شاطئ الذكريات


جلست على شاطئ ذكرياتي .. أبحر في الماضي البعيد , جرفتني الذكريات إلى مكان لا أدري ما هو .. ترى هل كنت هنا من قبل ؟ وإذا ام
أكن هنا فكيف أعرفه ؟يا الله .. ما هذا الجمال ؟ إنه لمنظر ساحر رؤية النخيل والأشجار والأرض الخضراء .. ترى أين هذا المكان ؟ما هذه الصرخات ؟إنه طفل يصرخ .. يستغيث ... يستنجد , الصوت الطفو لي البرئ يخترق أذناي وأنا عاجزة عن الحركة .. من أنت يا ولدي ؟أين أنت ؟ماذا يحدث لك ؟يا إلهي ... أما من مجيب ؟ إن صراخ الطفل يمزق نياط قلبي , لماذا لا استطيع الحراك ؟ أهذا صوت طلقات رصاص ؟ إنه صوت قاس يخترق أذناي كالحمم الملتهبة .... لماذا صمت الطفل ؟ لماذا لا تصرخ يا ولدي ؟ أهذه الطلقات كانت من نصيبك ؟ هل اخترقت جسدك البرئ ؟ هل اغتالت طفولتك الطاهرة ؟ما هذا ؟ لماذا يجري هؤلاء الشباب ؟ إنهم في سن الزهور .. فلم هذا الفزع على وجوههم ؟ لماذا اختفت ضحكاتهم لتحل محلها صرخاتهم ؟ .... آه وآه يا أولادي ... آه لو كانت لدي القوة التي تمتعت بها في صباي ... ولكنني الآن عجوز لا حول لي ولا قوة ... لا أستطيع أن أحميكم كما كنت أفعل من قبل .لم هذه المرأة المسكينة تجري وهي تصرخ ؟ .. ما هذا الذي تحمله ؟لم هو مستكين هكذا ؟! يا الله .. ما هذه الدماء التي تغرق ثيابه ؟لقد قتلوا الرضيع ... قتلوا الإنسانية جمعاء بقتلهم هذا الملاك البرئ ... أي زمن هذا ؟ أي مكان هذا ؟ إنه بالتأكيد جزء مني ولكنني لا أتذكر فقد أصبحت كل أجزائي ممزقة ومتفرقة .آه لو اجتمعتم معا مرة أخرى ... لأشفيتم جراحي ولأنقذتم أنفسكم من العدو الغاشم .آه .. لو عدتم يا أبنائي يدا واحدة ... لأصبحت أنا سليمة كما كنت من قبل من المحيط إلى الخليج بدون جرح واحد , وبدون أن أفقد أي من أبنائي كما فقدت درتا عيني فلسطين والعراق .. أنقذوني يا أبنائي قبل فوات الأوان ... أنقذوا دينكم وكرامتكم ووطنكم .فإذا مت أنا .... بعد تمزقكم إربا وأشلاء ...فعلى العرب السلام