Tuesday, August 28, 2007

اللص


وقفت متوترة أمسك بعصا في يدي وأتسلل في بطء وهدوء حتى أتمكن من مباغتة هذا اللص الحقير ... دخلت وراءه وهو منهمك في عملية السرقة دون أن يشعر بوجودي .
تسللت على أصابع قدمي حتى أرى آثار جريمته البشعة وعندما رأيتها أحسست أنني لن أستطيع أن أظل محتفظة بأعصابي .... رفعت العصا عاليا .. وهويت بها على رأس اللص .
قفز اللص يصرخ ويتأوه وحاول استخدام أسلحته الفتاكة معي إلا أنني كنت حذرة فقمت بشل حركته والامساك به إلا أنه استطاع الافلات من بين يدي وجرى بأقصى سرعة وهو يصرخ وأنا أجري وراءه بأقصى سرعتي أيضا .. ومن حين لآخر ارفع العصا محاولة ضربه على رأسه مرة أخرى .
تجمهر الجيران حول الباب وحاول كل منهم الامساك بهذا اللص حتى تمكنوا منه ... ثم جاء إلى رجل بادي الغضب وسألني : ماذا فعل ؟
قلت له : قطك اللعين سرق السمك وأكله .
فقال الرجل : حسنا لاتغضبي .. ولن يكرر هذا مرة أخرى . دخلت البيت ظافرة متشفية عندما تذكرت أنني استطعت ضربه على رأسه

تمت

Wednesday, August 22, 2007

وتوقف القلم




ما هذا ؟ .. إن القلم ساكن لا يتحرك ... لقد عصاني ولأول مرة ورفض أن يستمر بالكتابة .. ترى أجف الحبر منه ؟
لم يا قلم توقفت ؟ ... أنت قلمي .. أنت عزتي .. أنت فرحي وسكينتي .. أنت أملي وحياتي .. فلم توقفت ؟
لقد كنت أخرج بك من يأسي واحباطي .. أنت من كنت تكفكف عني دموعي أنت من تخرج الهم من قلبي .. فلم توقفت ؟ يا إلهي ! بم سأكتب وماذا سأكتب بعد الآن .. بل بم سأجفف دموعي .. كيف سأفرج عن قلبي بدونك يا قلمي ؟
أتعاقبني ؟
أتعاقبني يا قلمي ؟ .. هل قسوت عليك في أحد الأيام ؟
إن لم تتحملني أنت فمن يفعل ؟ لقد كنت أنت من أخرج به كل ما في قلبي فأنت جعبة أسراري وحب حياتي ؟ أنت من شكوت له وبكيت عندما تتركني صديقه أو تفارقني رفيقه .. أنت من فرج عني همومي .. أستحلفك بالله ...
أستحلفك بالله يا قلمي أن تطيعني .. أستحلفك بالله وإلا فكيف أعيش وكيف أكون انسانة حية مرة أخرى .. بدونك أنا ميتة مجرد جسد هائم يأكل ويشرب ويتنفس .. جسد أقرب للموت منه للحياة ...
قلمي ... ألم تحن لأنيني وشكواي .. ألم بقتلك ضعفي وقد كنت رمز قوتي ؟
قلمي ؟ .. أين أنت ؟ .. إن الغيوم تتكاثر .. والسحب تتلبد والأفكار تتلاشى .. والحزن يغيم على القلب فيعتمه .. وعلى الأنفاس فيكتمها .. وعلى الحياة فيقتلها ...
أجبني أيها القلم اللعين .. كلا .. عذرا .. عذرا قلمي عذرا .. حسبك كفكف دمعك .. إن لم أفرج ما في فيك .. في أحب شئ إلى نفسي فماذا أفعل ؟ سحقا لي وسحقا لك ولكل الأقلام .
أواه يا قلمي .. لقد كتبت .. آه لقد نفست الآن عن نفسي فشكرا لك .. ولكن ماذا أكتب .. ها هي الأفكار تتداعى والحبر يتساقط والأوراق تتناثر .. ها هو القلب ينشرح والغيوم تتبدد والدموع تتراجع إلى المآقي ..لقد عدت إلى الحياة .

تمت